أحببت مصرا
أحببتُ مصرَ فذابت في شراييني
وصارت الناسُ مصرياً تسميني
إن الطيور على إشكالها تقعُ
لذا وقعت على من دينها ديني
فقلبُ مصرَ كقلبي طيّبٌ مرحٌ
وشعبُ مصرَ كشعبي طاهرُ الطينِ
قصدتُ مصرَ كأني قاصدٌ وطني
فعانقني عناقَ الجفنِ للعينِ
ولا غرابةَ مصرُ الحب من خُلقت
وآمنين أدخلوها فوق تثمين
لا ليلَ في مصر لا نومٌ فزعٌ
ولا اكتئابٌ فطعمُ الفولِ كالتينِ
أنا لستُ وحدي أصحابٌ بي احتفلوا
يتسابقون لإسعادي وتزييني
فشعرُ شوقي لسحر النيل يصحبُني
وعودُ درويش يطربني فيبكيني
والعمُ بيرم في الحارات ينثرني
شعراً فأغفر على شفتي جاهينِ
أما أم كلثوم ما زالت هي العجب
حبيبة الكلِ من عشرٍ لتسعينِ
ومن يعدُّ عباقرةَ الزَّمان هنا
كمنْ يعدُّ نجوماً بالملايينِ
عزٌ لنا مصر فالأهرام هامتها
ونيلها السرُّ نذرٌ للمحبينِ
والأزهرُ الرَّمزُ قد أضفت مآذنهُ
مع الكنائسِ عرساً من تلاحينِ
مصرُ هوانا ومصرُ ملتقى دمنا
يا ربي يحميك من كيد الشياطينِ